موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢١ يوليو / تموز ٢٠٢٠

كيفَ أمضي عن هذهِ المدينة.. وأعبرُ البحرْ من غيرِ كآبة؟ (جبران)

من احتفالات رعيّة ناعور باستقبال شخص عذراء سيدة فاطيما

من احتفالات رعيّة ناعور باستقبال شخص عذراء سيدة فاطيما

الأب رفعت بدر :

 

بعد 6 سنوات في الخدمة المتواضعة في ناعور، حان وقت العبور إلى الرعية الثانية: رعية قلب يسوع في تلاع العلي، قادمًا من رعية قلب يسوع في ناعور... ولا يستطيع الكاهن أن يخفي مشاعر التأثر من التنقل من "قرية إلى أخرى" على مثال السيد المسيح صاحب القلب الكبير في كلتا الرعيتين.

 

أشكر الرب على نعمة ست سنوات ماضية: من صيف عام 2014: العام الذي استقبلنا فيه البابا فرنسيس، واستقبلنا بعده الإخوة المهجّرين من الموصل، وكان لنا في ناعور نصيب من شرف استضافتهم وخدمتهم، بدعم من كاريتاس الأردن، وكإسهامٍ من المحبة الأردنية للأشقاء المهجرين.

 

وابتدأت ناعور تُعرف بعدها بمزار سيدة لورد الذي أحمد الله على إنشائه، بمعونة العديد من الأصدقاء محليًا ودوليًا. وكانت التجمّعات الكبيرة التي احتاجت لتوسيع الساحات والقاعات، لتتكلل باحتفالات رائعة، مثل استضافة مطران لورد الأصلية في فرنسا مع وفد صحفي وإعلامي، وإبرام توأمة بين ناعور ولورد، واستضافة شخص عذراء فاطيما مع وفد رفيع، بالإضافة إلى المجموعات السياحية من مختلف اقطار العالم.

 

أحب التأكيد على أهمية المحبة بين الراعي والرعية، وهي أساس العمل الرعوي، وجوهره واكسير حياته وديمومته. فشكرًا لأهل ناعور، للبطريركية اللاتينية التي تعتني بالبشر والحجر، وراهبات الرعية ولمدرستها ولأهاليها الكرام المسيحيين منهم، وكذلك المسلمين الذين اعتدنا معهم على إضاءة شجرة ميلادية صار اسمها عالميًا: "شجرة الوحدة الوطنية". ولا أنسى تعاون المسؤولين في البلدية والمتصرفية والجهات الأمنية وجمعية نشامى ونشميات ناعور.

 

هي ذكريات رائعة مطبوعة في القلب، وستبقى بإذن الله. وقد اخترت عنوانًا لصورها، ما قاله جبران حين همّ نبيّه بمغاردة مدينة أورفليس: "كيف أمضي عن هذه المدينة وأعبر البحر بغير كآبة!". والكآبة هنا هي للتعبير عن الحب الكبير في قلبي لناعور وأهلها الرائعين.