موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٦ ابريل / نيسان ٢٠٢٣

صيح يا ديكنا الفصحي الفصيح

صيح يا ديكنا الفصحي الفصيح

صيح يا ديكنا الفصحي الفصيح

الاب رفعت بدر :

 

اليوم خميس الأسرار، ولصوت صياح الديك نكهة خاصة، إنّها نكهة التذكير ونخز الضمير.

 

"اليوم قبل صياح الديك"، قال السيد المسيح لتلميذه المقرّب بطرس، "سوف تنكرني ثلاث مرّات".

 

له يا رب، ولو... بيناتنا عيش وملح. فكيف لي أن أنكرك؟ يهوذا، سيبك منه، نعم سيخونك لأنه يحبّ المال، وتغويه وتغريه السلطة، لكن أنا؟ مستحيل.

 

وتمرّ ساعات قليلة، لينكر المعلم ثلاثًا وهو يرتعش خوفًا: لا مستحيل، أنا لا أعرفه، اسمعوني جيّدًا لا دخل لي به.

 

ويصيح الديك الفصيح، ليصبح جزءًا من "ليتورجية" في هذا العالم، من الآن وصاعدًا. فقبل أن تقرع صدرك نادمًا، وقبل أن تبكي مرًا مثل بطرس، اصغ إلى صيحة الديك تصحيك من نومك الروحي، ومن غفلة وغفوة.

 

فيصحو بطرس، وعند بحيرة طبريا، بعد القيامة المجيدة، سيغسل الرّب قلبه، مثلما غسل قدميه قبل حين، والثلاث نكرانات، تصبح في سر الاعتراف ثلاثًا جديدة: نعم يا رب، إنك تعلم كل شيء، إنك تعلم أنّي أحبّك.

 

ايه.. يا ديكنا الفصحي الفصيح، كم عليك من مسؤوليات في هذا الزمان! أظنّ أنّك وحدك لست كافيًا، إنّك بحاجة إلى معاونين. ووضعك على قبب الكنائس لا يقوم بالمهمة وحده. فأنت بحاجة إلى توسيع شغلك، ليصحى البشر من غفوتهم، فيكتشفون من جديد، عظمة الحب الإلهي لهم. فليحوّلنا الرب من مصغين فقط، إلى ديوك تساعد ديك خميس الأسرار في مهمته.

 

صيح يا ديكنا الفصحي الفصيح...