موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٩ يونيو / حزيران ٢٠٢٠

شكراً لك أيّها الإعلام

شكرًا لك أيها الإعلام

شكرًا لك أيها الإعلام

الأب رفعت بدر :

 

... أمّا بعد، فلم يكن سهلا ًلمدّة تقارب ثلاثة أشهر أن تكون بيوت العبادة مغلقة، فكانت الصلوات في المساجد والكنائس تُرفع من البيوت ومن القلوب التي بلا شك كانت، وبالأخص في بداية الأزمة، يمتلكها شيء من الخوف من الآتي.

وهنا، من الواجب توجيه الشكر، بعد الله تعالى، للمسؤولين المباشرين عن إدارة الأزمة، وهذا ما فعلناه في مقالات عدّة، وكذلك لوسائل الاعلام المتعددة: طبعًا لأنها أبلت بلاء حسنًا في زمن الوباء، وكان عليها ثلاث مهمات رئيسية: أولاً نقل الأخبار والبيانات الرسمية الصادرة عن جهة الاعلام الرسمي والجهة الصحية، وثانيًا تثقيف الناس وإرشادهم في واجب البقاء في المنازل وكيفية الحفاظ على التباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية. وثالثًا وهذا ما أود التركيز عليه اليوم، وهو دور وسائل الاعلام في خدمة الايمان.

 

شاءت إرادة الخالق، أن تكون أشهر الاغلاق والحظر والأزمة في فترة الأعياد: عيد الفصح بالنسبة للمسيحيين وعيد الفطر بالنسبة للمسلمين. ومن جديد نذكر صعوبة إحياء أيام العيد بما تحمل من طقوس رائعة وعادات وتقاليد، واحياء ذلك كله في البيت وكأنّ العيد يوم عادي. وهنا برز دور الاعلام الصحيح والصحيّ، وهو كيفية إرواء عطش العابدين والمؤمنين بنقل الأحداث والطقوس إلى البيوت.

 

لقد قام الإعلام الحديث بدوره على أكمل وجه. ومنه الإعلام الرسمي الذي أدخل الشؤون الدينية على برامجه بين فترة وأخرى، ومنه كذلك الإعلام الديني المتخصّص الذي تولى بث الطقوس إلى البيوت التي حضّرها أصحابها جيدًا، وذلك من أجل تطبيق المقولة التي سادت في الفترة الماضية: «بيتي كنيستي»، أو «بيتي مسجدي».

 

ولعّل الصور التي تم نشرها على مواقع التواصل تشهد بأنّ بيوتنا قد عاشت فترة الأعياد، بالرغم من مرارة العزل فيها، لكنها عاشتها بطريقة فريدة لن ينساها أفراد العائلة أبدًا. لا بل كنا نسمع بين فترة وأخرى: «لقد ركزنا بالصلاة جيدًا، ولم يكن هنالك ما يشتتنا». ولقد برزت العديد من وسائل الاعلام في الفترة الاخيرة، محليًا وعالميًا، وأبدعت بنقل الاحداث الدينية لفائدة المؤمنين الروحية والايمانية.

 

ففي الفاتيكان تم بث الاحتفالات إلى ملايين المشاهدين وبمختلف اللغات، بتنظيم من المركز الاعلامي الفاتيكاني الذي لديه دائرة خاصة للبث التلفزيوني، ولأول مرة في التاريخ يترأس البابا صلاة في ساحة الفاتيكان وكنيستها الضخمة، بدون جمهور. وفي القدس برز دور المركز المسيحي للاعلام الذي تولى، بالتعاون مع البطريركية اللاتينية وتلفزيون فلسطين، نقل وقائع صلوات عيد الفصح المجيد. وفي الأردن، أخذ المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام، على عاتقه بث مجمل الصلوات، بالاضافة الى الفيديوهات الارشادية، والمقابلات عبر الشاشات الالكترونية التي بثت روحًا ايجابية ونفس الامل والرجاء في النفوس. هذا بالطبع الى جانب الاعلام الرسمي الذي تولى نقل صلوات أيام الجمعة وعيد الفطر على الشاشات الرئيسة في مملكتنا الحبيبة.

 

واليوم، وفيما تعود أفواج المؤمنين إلى كنائسهم ومساجدهم، نقول للإعلام شكرًا لأنك إلى جانب قيامك بمسؤولياتك العادية، وان كانت في ظروف غير عادية، لكنك قد نقلت لنا الصلاة إلى البيوت، وجعلتنا نحيي عيد الفصح المجيد وأيام الأحاد وعيد الفطر السعيد وأيام الجمع بإيمان كبير سينعكس على مزيد من العطاء والمحبة والانتماء الصادق لبلدنا الحبيب.

 

شكرًا لك أيها الإعلام...