موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٤ ابريل / نيسان ٢٠٢٠

شعانين في زمن الالم

تعال يا رب وافتقدنا بسلامك وسلامتك

تعال يا رب وافتقدنا بسلامك وسلامتك

الأب رفعت بدر :

 

غدًا أحد الشعانين في الكنيسة الكاثوليكية... ستقرع الأجراس في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، وفي كنيسة القيامة في القدس... لكنّ التاريخ سيسجّل، انّ سعف النخل وأغصان الزيتون ستشتاق إلى حامليها... وستحمل البشرية كمامات وكفوف وهايجين... كلها تدعو بالشفاء للجسم الإنساني المصاب برمته، وستصيح الحناجر وهي تشاهد القداديس عبر شاشات التلفزة، وستصرخ حناجر المصابين الأحباء من خلف أجهزة التنفس، مع الأطباء والممرضين، وتلوّح الناس في شمال ايطاليا، من خلف الزجاج لأحبتهم الراحلين، بموكب الجثامين... ومن خلف شبابيك البيوت الحاجرة لسكانها، تصرخ أسرة البشر الموحدة أكثر من ذي قبل على الألم وعلى الأمل جميعها: هوشعنا... رحماك يا مخلص... هوشعنا... ارحمنا وخلصنا!

 

أما في القدس، فالدورة التقليدية ملغاة من بيت فاجي إلى القدس الحبيبة... وهي تلغى، كما أخبرنا بطريرك القدس ميشيل صباح، أطال الله بعمره، للمرة الثالثة، ذلك أن الدورة قد ألغيت مرتين في عهده، أي في عامي 89 و90 من القرن 20، بسبب الانتفاضة الأولى وقتها، واليوم في القرن 21، تلغى تمامًا بسبب انتفاضة العالم على كورونا... وسيصرخ الشعب الفلسطيني من خلف السور ومن داخله: هوشعنا يا إلهنا، كنا بانتظار دخولك السلمي إلى مدينتنا الحبيبة، لنحييك بغصن الزيتون الذي لن نسقط رمزه من ايدينا... وصار عطشنا ليس فقط إلى السلام، وإنما أيضًا إلى الصحة والسلامة... تعال يا رب وافتقدنا بسلامك وسلامتك...

 

كل شعانين وانتم بخير!