موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٤ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٧

شباب العالم في الأردن

الأب رفعت بدر :

لأوّل مرّة في الشرق الأوسط، عقد مؤتمر الشبيبة المسيحية العالمية في مملكتنا الحبيبة، وذلك بتنسيق من الأمانة العامة للشبيبة المحلية (المؤسسة عام 1980) ومنسقية الشرق الأوسط التي يرأسها الشاب طارق حجازين وهو أول أردني يتم انتخابه لهذا المنصب. اللافت للنظر على مدار ايام المؤتمر الخمسة في بلادنا، هو: أولاً مشاركة أعداد كبيرة من شباب قادمين من 22 دولة عربية وأجنبية، وفي ذلك رسالة كبيرة على وحدة شباب العالم على المثل العليا والقيم السامية التي ناقشوها في بلدانهم قبل المؤتمر، وتم عرضها ومناقشتها في بلدنا الحبيب. وثانياً كان موضوع المؤتمر الحفاظ على البيئة كبيت الإنسانية المشترك. وكان هذا الموضوع مفاجأة للعديد من الضيوف والمدعوين. وكان البعض يتساءل: هل حقاً جمعتم شباب العالم لمناقشة موضوع مثل البيئة؟ نعم ذلك انّ البيئة اليوم والتعقيدات حولها سببت الانحباس وارتفاع درجة حرارة الأرض، الامر الذي سيتسبب بتغير مناخي والكثير من المآسي على البشرية. وهذا ما يسمى بالمعضلات العامة للبشرية. وقد كان لحضور وزير البيئة ياسين الخياط في جلسة الافتتاح خير حافز على استمرار الشباب في إيلاء هذا الموضوع الحيوي والإنساني جل اهتمامهم. هذا فضلاً عن البيئة الروحية والمعنوية والأخلاقية التي قد تتلوث بسبب خطابات الكراهية التي شبّهها المتحدث د. عامر الحافي بثاني أكسيد الكربون الملوِّث لبيئة العلاقات بين الناس. ثالثاً كان المؤتمر مناسبة للإطلاع على التجارب الأردنية الناجحة في مجال البيئة من خلال الزيارات الميدانية لأمانة عمان وغيرها من المراكز، وكذلك للإطلاع على بعض المشاريع الناجحة والتي تقودها منظمات دولية مثل GIZ أو مؤسسة التعاون الألمانية التي أنجزت العديد من المشاريع البيئية على مدار السنوات الماضية، وبخاصة فيما يتعلق بالمياه والطاقة الشمسية. إلا أنّ الأمر احتوى عرضاً لقصص نجاح أردنية، لاقت استحسانا واعترافا دوليين، كالتي عرضتها المخترعة الأردنية الشابة تالا نصراوين التي تحدثت عن الاختراع المشترك مع الشاب ماهر ميمون: أثر تجمع الغبار على الألواح الشمسية المولدة للطاقة وطرق تنظيفها ذاتياً - solar piezo clean. رابعاً: كانت أيام المؤتمر مناسبة للإطلاع الواقعي على الصورة الأردنية في مجال التعاون بين أتباع الأديان في خدمة الإنسانية، فزار المشاركون عدداً من المساجد والكنائس، وأصغوا إلى العديد من رجال الدين المسيحي والإسلامي حول الرسالة الأردنية المميزة في مجال الوئام، والتي يعمل الأردن فيها قيادة وشعباً على تحقيق ما يتضمّنه الدستور من مساواة بين جميع المواطنين بدون أدنى تمييز. خامساً وأخيراً كان المؤتمر مناسبة لشباب العالم لزيارة بعض المواقع الأثرية والتاريخية مثل جبل نيبو والمغطس ومتحف عمان. وحين يعودون سيكونون، بلا شك، خير سفراء للسياحة الدينية إلى بلادنا المقدسة.