موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٤ سبتمبر / أيلول ٢٠١٩

رسالة البابا في موزنبيق

د. جلال فاخوري :

منذ مجيء البابا بولس السادس اي منذ ستينات القرن الماضي وما تلاه من باباوات كيوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولص الثاني والبابا فرانسيس والباباوية تحاول خلق عالم جديد وذلك برسم صورة او مشهد جديد ما يجب ان يكون عليه العالم من شفافية وعدالة وكرامة انسانية وتخليق للروح الالهية في الانسان ايا كان موقعه ووضعه ومكانته ولونه واهميته وطائفته او دينه او معتقده او فكره وايديولوجيته. واليوم البابا في موزنبيق يرسم لنا مشهداً جديداً لما يجب على الانسان سلوكه وإنتهاجه. فالانسان هو الانسان في نظر الله بعيداً عن مزاجيته وتخلقه او تزمته وتعصبه واهوائه وسلطويته او نرجسيته وشوفانيته فالعدالة والكرامة الانسانية هي تشبه وتمثل بالله خالق الكل والمحبة هي السمة الاساسية للانسان وكذلك يجب ان يكون كل فرد فالمحبة بين الله والانسان هي التداخل الالهي بين السماء والارض وهي الرابط الحقيقي والسلم الناقل إلى السماء اذ كل البشر يتمنى ان يكون في السماء ويفوز بالرضا الالهي وان يسعى ان يكون نموذجاً لما يراه الله في الانسان اذ الانسان على صورة الله ومثاله ما عدا الخطيئة. البابا فرانسيس اذ يرسم لنا مشهداً جديداً للعالم يرسل برسالة جديدة إلى العالم الذي يسوده الظلم والبؤس والكآبة وكل اشكال القبح، فإنسان اليوم يغوص في بحر من الظلم والفقر والمرض وهي ادوات يتخذ منها المسؤول اياً كان في العالم القوي وسائل لبسط السيطرة والهيمنة على الحرية والمقدرات وسلب الكرامة والعدالة ليعيد البشرية إلى عهد الظلام والعبودية وليعود الانسان يرسف في قيود العبودية. اليوم البابا فرانسيس في موزنبيق يرسم صورة جديدة يبدو فيها الانسان هو السيد كي يمد يده إلى الاخرين ولتكون نظرة الفرد والحكومات لكل الافراد متساوية ولتكون مسافة واحدة على الجميع، ولتكون المحبة الاطار الجامع للكل ولتكون العدالة هي عنوان الحياة والكرامة خاتمها والمساواة اساورها والحرية هو جوهرها وتكون نظرة العالم المعاصر بعيدة عن الهيمنة إلا هيمنة السماء فالفقر هو المرشد للانسانية وقائدها للعدالة والانسانية. وكما رسم البابا صورة لموزنبيق المحبة رسم ذات الصورة في مقدونيا قبل 3 اشهر ورحلة البابا إلى موزنبيق هي الرحلة الحادية والثلاثون حيث يوجه رسائل للعالم المعاصر الذي يسوده الظلم. (الرأي الأردنية)