موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٠ مارس / آذار ٢٠٢١

خمسة أبعاد لزيارة البابا إلى العراق

البابا فرنسيس في كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك ببغداد

البابا فرنسيس في كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك ببغداد

الاب رفعت بدر :

 

اتسمت زيارة البابا فرنسيس العراق الشقيق، لمدة أربعة أيام، بمحاور وابعاد عديدة: أوّلها تمتين العلاقات الدبلوماسية بين الدولة العراقية ودولة «الكرسي الرسولي» وهو الاسم المتعارف عليه بالمحافل الدولية عن دولة حاضرة «الفاتيكان»، كان هنالك لقاءات واضحة وشفافة وعبرّت عن مدى تقدير السلطات العراقية للنهج الذي يقوده البابا فرنسيس وبخاصة دعواته لاعلاء الكرامة الانسانية والدفاع عن كرامة الانسان الفقير والمحتاج والمشرّد واللاجئ.

 

أمّا البعد الثاني، فهو تشجيع الايمان المسيحي لدى الجماعات المسيحية المتواجدة حالياً في العراق. ندرك تمامًا بأن العراق الشقيق قد تعرض لحروب متتالية ولقتالات داخلية ولجماعات ارهابية قد حاولت أن تغير الفيسفساء والتعددية الدينية في العراق الشقيق، وأصاب المسيحيين الكثير الكثير من المآسي، وبالأخص بعد هجوم ما يسمى بداعش على الموصل وسائر المدن والقرى التي أُفرغت بشكل كامل من المسيحيين. إنّ البابا فرنسيس قد أتى ليصلي مع المسيحيين الصامدين في بغداد، وأيضًا مع المسيحيين العائدين إلى الموصل وإلى قرقوش، وكم كان فعلاً مؤثرًا توجيه كلمات التشجيع والمحبة من البابا، الذي يمثل رأس الكنيسة الكاثوليكية، ويأتي بدون مصالح إقتصادية أو سياسية، فقط ليشجع الانسان المسيحي في العراق على المضي قدمًا.

 

البعد الثالث للزيارة هو العلاقات التعاونية بين الأديان، في الزيارة تم أمران شديدا الأهمية: الأول هو لقاء قداسة البابا فرنسيس مع العلاّمة علي السيستاني وما يمثله من تأثير معنوي على ملايين البشر. والأمر الثاني هو اللقاء التاريخي في مدينة أور الكلدانية في محافظة الناصرية جنوب العراق، حيث وقف البابا فرنسيس تحت خيمة واحدة مع ممثلي الأديان المعترف بهم في الدولة العراقية ولهم أيضًا تاريخ حافل في التاريخ العراقي. طبعًا نتكلم عن الديانتين الرئيسيتين الاسلام بشقيه السني والشيعي والمسيحية، ولكن كان هنالك أيضًا ممثلو الأديان المتواجدة في العراق منذ عصور كبيرة مثل البهائية والصابئة المندائية والشبك واليزيدية والكاكائية.

 

البعد الرابع، العلاقات بين الكنائس: التقى البابا فرنسيس بمختلف الكنائس الكاثوليكية وغير الكاثوليكية، ندرك بأن العراق فيه فسيفساء كنسية وفيه الكنائس الشرقية الأشورية، التي هي أيضًا لها أتباع عديدون، وقال البابا فرنسيس إن الشهداء الذين سقطوا من مختلف الكنائس والآن هم يلتقون في السماء ويسطعون مثل النجوم. هذا الكلام يدّل على ما يكرّره دائمًا وهو مسكونية (وحدة الكنيسة في الدم)، ذلك أنّ وحدة الدم والشهادة تؤهل العراقيين اليوم وبالأخص أتباع الكنائس إلى أن يكونوا أيضًا على كلمة واحدة.

 

البعد الخامس، هو بُعد الدعوة إلى احلال السلام والطمأنينة، وقد رّكز البابا فرنسيس على الدور الذي يقوم به العراق، وكذلك وجّه دعوة عبر التويتر إلى عدم نسيان الجارة العزيزة سوريا، وكذلك تم التوقف في الخطابات عند القضية المحورية في الشرق وهي القضية الفلسطينية.