موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٣٠ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٢

جلالة الملك والحضور المسيحيّ في القدس والشرق

احتفالات عيد الميلاد في بيت لحم

احتفالات عيد الميلاد في بيت لحم

الغد :

 

قال مدير المركز الكاثوليكي الأب رفعت بدر، أن حديث جلالة الملك عبدالله الثاني عن القدس، وأهمية الحفاظ على الوجود المسيحي فيها، هو تجديد تأكيداته في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية هناك، وتشديد على دور الأردن ووصايته الهاشمية عليها.

 

وأكد في تصريحات لجريدة "الغد" الأردنيّة، بأن موقف جلالته، ليس بجديد عليه، فهو يحمل الهمّ العربي المسيحي، لأنه أولا الوصيّ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، كما يرأس بلادًا تعمّد فيها المسيح، لافتًا إلى أن هذا الحضور المسيحي، مرتبط بجذور تمتد إلى أعماق التاريخ منذ نشأة المسيحية، ولا نتردد بأن نقول إنها أرض مقدسة.

 

وقال: في العصر الحديث، جرت تهديدات للوجود المسيحي في القدس بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، نظرًا لما حدث جراء الاحتلال والتضييق المتكرر على المسيحيين والتهجير الذي حدث في كثير من المدن والقرى الفلسطينية. ونحن نتحدث عن القدس الشريف، لا نجد أكثر من 6 آلاف شخص مسيحي مقيم فيها حاليًا، وهذا أمر مؤلم، فالمدينة الأقدم والأقدس في العالم، لم يبق بها إلا القلة الباقية من المسيحيين.

 

ولفت إلى أن الملك تحدّث عن المنطقة التي عصفت بها وبكل أسف في السنوات الماضية أعمال تطرف عدة وإلغاء الآخر، كما حل في الموصل ودول أخرى في العراق وسورية ومصر، بحيث حصلت أكثر من حادثة تفجير داخل الكنائس. وبيّن أن جلالته وفي حديثه، يحاول الحفاظ على الوجود المسيحي حفاظًا على كرامة الإنسان المسيحي الذي يعيش على هذه البقعة من الأرض، وثانيًا حفاظًا على صورة الشرق الكبيرة والحضارية الذي عُرف ببلد التعددّية الدينية والتنوع الذي عبر عنه قديما في الفسيفساء العربية.

 

وقال: إنّ الشرق لوحة متكاملة بين مختلف الأديان والجماعات الدينية، يريد جلالة الملك الحفاظ على صورته، وهذه الأصالة التاريخية بين حكماء وعقلاء وأشخاص يبنون المستقبل، مشددًا على أن جلالة الملك معروف بدعوته الدائمة الى الوئام بين الأديان والحوار، حتى بات الأردن النموذج الراقي لهذه التعدديّة التي تتبادل به المسيحية والإسلام الاحترام الدائم. وأضاف "ارتفع صوت جلالة الملك راغبًا من كل قلبه ووجدانه وإرثه التاريخي، أن يعاونه العالم للحفاظ على الوجود المسيحي في القدس والمنطقة ككل".