موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٧ فبراير / شباط ٢٠٢٢

جائزة الأخوة الانسانية.. هاشميّة

الملك والملكة يتسلمان جائزة زايد للأخوة الإنسانيّة في نسختها لعام 2022

الملك والملكة يتسلمان جائزة زايد للأخوة الإنسانيّة في نسختها لعام 2022

الاب رفعت بدر :

 

منحت لجنة الأخوة الانسانية العليا لهذا العام، جائزة الاخوة الانسانية لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وجلالة الملكة رانيا العبد الله. كلنا فخر بهذا الإنجاز الأردني الجديد وبهذا التكريم العربي والعالمي للجهود التي يبذلها جلالة الملك في المسرح العالمي لحوار الأديان، ونحن نعلم بأن الـ23 عامًا الماضية -التي قاد بها جلالة الملك المعظم دفة السفينة الأردنية– لم تكن سنوات سهلة على المستوى العالمي، بل شابها العديد من التحديات الإقليمية والمحلية والعالمية، وبالأخص في مجال الأديان التي مع الأسف تشوهت حينما ألبس الإرهابيون على مدار السنوات رداءً دينيًا لنشاطاتهم العنيفة التي ذهب ضحيتها العديد، بل الألوف، من الأشخاص الأبرياء.

 

كان جلالة الملك عبر السنوات يقود التيار المعتدل للإسلام وللأديان بشكل عام، وقد برز على المسرح العالمي بجهوده المثابرة والمستمرة وبالأخص حينما رعى عام 2002 مؤتمر العرب المسيحيين، وأطلق عام 2004 رسالة عمان، وفي عام 2007 مبادرة كلمة سواء، وفي عام 2010 تقدم على منبر الأمم المتحدة بطلب احتساب الأسبوع الأول من شهر شباط أسبوعًا دوليًا للوئام بين الأديان، وتمت الموافقة عليه بالإجماع. ولا ننسى في عام 2013 حينما رعى جلالة الملك ودعا إلى المؤتمر الدولي بخصوص الحفاظ على الهوية العربية المسيحية، وفي عام 2014 فتح الأجواء الأردنية لاستقبال المهجرين من الموصل الذين جاءوا إلى الأردن بعد معاناة مع الإرهاب في بلدهم بسبب الديانة.

 

كلنا فخر اليوم في الأردن بأن ينال جلالة الملك هذا التكريم، في دولة الإمارات العربية التي بدورها أيضًا وبقيادة ابناء زايد، استطاعت أن تضع لها موطئ قدم ثابت على أرضية الحوار بين الأديان والتسامح في العالم، فأنشأت وزارة التسامح وأطلقت قانون تحريم وتجريم الإساءة إلى الأديان، كل الإديان. وكذلك استقبلت البابا فرنسيس، في سنة التسامح، لتكون الإمارات أول بلد في الخليج العربي يستقبل الحبر الأعظم، وتم التوقيع في أبوظبي على وثيقة تاريخية هي وثيقة الأخوة الإنسانية بين قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب. الأمر الذي جعل الأمم المتحدة تقرّ الرابع من شباط في كل عام يوماً دولياً للأخوّة الإنسانية..

 

اليوم نحن أمام هذا اللقاء وهذا التعاون العربي على مستوى حوار الأديان، بين جلالة الملك، الوصيّ على المقدّسات في القدس الشريف، وأخيه سمو الشيخ محمد بن راشد ولي عهد أبو ظبي. وكذلك هو تعاون بين الدولتين الأردنية والإماراتية، وكذلك هو تعاون بين دولة «أسبوع الوئام بين الأديان» ودولة «يوم الأخوة الانسانية» والمبادرات الراقية التي أنتجتها كل دولة من الدولتين الشقيقتين.

 

بقي أن نقول اليوم بأنه مثلما كان لرسالة عمّان حضور بارز في المجتمع الأردني، وتم إدراجها في المناهج الدراسية والجامعات، وفي كل موقع إلكتروني رسمي وضعت رسالة عمّان على الصفحة الرئيسية، نقول انه آن الاوان أيضًا لإدراج وثيقة الأخوة الإنسانية، بعدما فاز جلالة الملك وجلالة الملكة بجائزتها، ضمن المساقات التربوية والتربية الدينية المشتركة بين الطلبة المسلمين والمسيحيين، لأن فيها قيمًا كثيرة مشتركة وتدعو إلى كيفية التعاون بين أتباع الأديان، وبالأخص بين المسلمين والمسيحيين لما فيه الحفاظ على حياة الإنسان واحترام كرامته والعمل بمساواة كاملة بين جميع المواطنين.

 

هنيئًا لجلالة الملك ولجلالة الملكة هذا التكريم الجديد وهو تكريم للأردن بعد 100عام، يضاف إلى سلسلة الجوائز التي نالها جلالة الملك على مدار العقود الماضية. وهذا شيء مشرف و"اشي بيرفع الراس"، لأننا فعلا كلنا في سفينة واحدة، يقودنا الربان الماهر الذي لم ينظر إلى الدين أبدًا إلا كونه عامل وئام ومودة وأخوّة بين الناس أجمعين.