موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢ يوليو / تموز ٢٠١٨

تيار الملك عبدالله الثاني الدولي من أجل الأديان

الاب رفعت بدر :

نتحدّث عن آخر عقدين من الزمن على الصعيد الديني ، وهما تقريبًا منذ بدء حكم الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، فنجد أن هنالك تيارين، التيار الأول، ومعذرة للبدء بالسلبي، هو تيار أو جناح التطرّف والتعصّب والتكفير والعنف المبني أحيانًا على المعطيات الدينية، والآفة الكبرى الإرهاب، وبالأخص ما حدث في أميركا في أيلول 2001 حيث يجمع المحللون أنه كان النقطة الحاسمة لصفارة الإنذار وانطلاق العالم في رحلة -بل حرب– مجازفة ومغامرة ضد الإرهاب، وما يروّج له من تقسيم العالم والناس إلى قسمين لا ثالث لهما: السيء والأسوأ. لا نستطيع هنا تخيّل حجم الضحايا الذين سقطوا وجرحوا وهجروا من بلدانهم، وهم ضحايا من طرفين: طرف الارهاب الذي يضرب بدون رحمة ولا تمييز بين طفل ومسنّ ورجل وامرأة ومدني وعسكري، من ناحية، ومن ناحية أخرى ضحايا الطرف المحارِب للإرهاب والذي أحدث كذلك حروباً وويلات ومآس وتهجيرات بحق مدنيين. هذا هو التيار الأول الذي وضع وشاحاً أسود على العالم، وصار هذا العصر هو عصر الارهاب البغيض. وعلى الجانب الآخر، وقف الطيبون والمعتدلون مشكلين التحالف الانساني الدولي في وجه تيار التكفير والإقصاء. وأسهموا اسهامات جليلة وجليّة في توضيح الصورة الحقيقية للدين وفي التقارب بين أتباع الديانات وبالأخص بين المسيحيين والمسلمين في العالم. ومن أهم هذه الشخصيات البابا القديس يوحنا بولس الثاني الذي أدخل العالم في الألفية الثالثة بتصميم على أن يبقى البشر واحدًا، وغادر العالم عام 2005 ، تاركًا إرثًا من العلاقات الانسانية الطيّبة قبل أن نتكلم عن الخطابات الرنّانة. ونذكر بفخر وسرور الدور التاريخي الذي لعبه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم في تعزيز «التيار» السلمي والاعتدالي ودعواته المتكرّرة من أجل تحقيق هدفين: الأول ايضاح صورة الاسلام الحقيقي، من خلال رسائل عالمية صدرت من الأردن وأهمّها رسالة عمان 2004 وكلمة سواء 2007 وأسبوع الوئام بين الأديان 2010. وثانياً تصدي جلالته للدفاع عن الحضور العربي المسيحي من خلال رعاية مؤتمر العرب المسيحيين في عمان 2002 والمؤتمر الثاني 2013 وبينهما رسالة تاريخية ارسلها جلالته إلى البابا السابق بندكتس السادس عشر، أثناء انعقاد سينودس (أو مجمع) الكنيسة في الشرق الأوسط 2010. ونذكر استقبال جلالته لثلاثة بابوات في عهده الميمون، بالإضافة إلى العديد من رؤساء الأديان والكنائس المتعددة في العالم. ولا يغفل عن البال استقبال أفواج المسيحيين المهجرين من الموصل بسبب ايمانهم وبسبب بطش الدواعش، فضلاً عن الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف، وكذلك ايلاء جلالته بقسم كبير من اهتمامه بالسياحة الدينية وتطوير المواقع السياحية في بلد يحمل اسم النهر الخالد: نهر المعمودية. من أجل كل ذلك، تتضح الصورة في رغبة العالم برمته بتعزيز تيار الاعتدال الذي يقوده الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وهو الذي نال جائزة البابا يوحنا بولس الثاني عام 2005 وكذلك جوائز عديدة كمهتم ومثابر ومؤثر في مجال الوئام بين الاديان. وقد تضاعف فخرنا هذا الاسبوع حين قرأنا باعتزاز كبير الاعلان عن منح جلالته جائزة تمبلتون Templeton 2018 العالمية «تقديراً لجهوده في تحقيق الوئام بين الأديان وحماية المقدّسات الاسلامية والمسيحية وحماية الحريات الدينية». فالف مبروك لجلالة الملك ولتيار الاعتدال الذي يقوده في العالم هذا الانجاز الجديد، والف مبروك لمملكتنا الرائدة.