بين أسبوع الوحدة وأسبوع الوئام

في نهاية شهر كانون الثاني، أحيينا أسبوع الصلاة من أجل الوحدة المسيحيّة. وهكذا في الأردن، تمّت الصلاة المشتركة في الكنيسة الأنغليكانيّة بحضور بطاركة ورؤساء الكنائس في الأرض المقدسة. ورُفعت الصلاة طبعًا من أجل وحدة المسيحيين الذين يعملون في الأردن بشكلٍ متواصل، ويمثّلون نسبة قليلة من السكان، ولكن حضورهم كبير من الناحية الروحيّة والنواحي الثقافيّة والفكريّة والاقتصاديّة والخيريّة.

في الأسبوع الأول من شباط، أحيينا أسبوع الوئام بين الأديان الذي أقرّته الأمم المتحدة في عام 2010، بمبادرة أردنيّة. كما أحيينا اليوم العالمي للأخوّة الإنسانيّة في 4 شباط الذي يُصادف الذكرى السنوية الثالثة لتوقيع وثيقة الأخوّة الإنسانيّة بين البابا فرنسيس وشيخ الأزهر.

وقد نظّم المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام ندوة هامة بعنوان: "تمتين الأخوّة عبر الفن والثقافة"، شارك بها سفراء ورجال دين إسلامي ومسيحي، وتمّ التركيز على القيم المشتركة في الفن والثقافة كعلامات للأخوّة الإنسانيّة الحقيقيّة التي نريد إيصالها للأجيال المقبلة، لكي يُنظر دائمًا إلى كلّ شخص بأنّه أخ وأخت، وليس عدوًا، مهما كانت الاختلافات الدينيّة موجودة.

الوحدة المسيحيّة مطلب دائم، وكذلك الأخوة الإنسانية مطلب جميل لكل البشر! كم هو جميل على المستوى المسيحي، أو على المستوى ما بين الأديان، أن نرى الأشخاص معًا؛ يصلون معًا، ويفكرون معًا، إنّه فن الأصغاء المتبادل، ولكن كما يقول البابا فرنسيس في رسالة الإعلام لهذا العام، لا يجب فقط التوقّف عند الإصغاء بأذني الجسد، ولكن علينا التعلّم فن الإصغاء بأذني القلب.

رافقتكم السلامة!