موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١١ يوليو / تموز ٢٠٢٣

بطريرك القدس... كاردينالاً

الكاردينال المعيّن بيتسابالا مترئسًا قداس الحج إلى موقع المعمودية، كانون الثاني 2022

الكاردينال المعيّن بيتسابالا مترئسًا قداس الحج إلى موقع المعمودية، كانون الثاني 2022

الأب رفعت بدر :

 

باختيار البابا فرنسيس للبطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين.. كاردينالاً، ضمن الـ21 كاردينالاً جديدًا، يكون غبطة البطريرك ثاني بطريرك للقدس، منذ إعادة تأسيس البطريركيّة اللاتينيّة، يرتدي القبعة البرتقاليّة التي ترمز إليها المهمة الكارديناليّة. وكان الأول هو فيليب كاماسي في 15 كانون أول 1919. وقد قدّمت الأطياف الدينيّة والرسميّة من مختلف أنحاء العالم التهنئة لشخص البطريرك، كما للبطريركيّة التي تحمل الإسم الكريم: بطريركية القدس.

 

الكاردينال بشكل عام هو معاون مباشر لقداسة البابا الذي يعتبر خليفة القديس بطرس، ورئيس الكنيسة الكاثوليكيّة في العالم، ورئيس دولة حاضرة الفاتيكان المعروفة بالعلاقات الدوليّة باسم «الكرسي الرسولي»، ومن أهم مهام مجمع الكرادلة (جمع كاردينال) هو انعقاد الكونكلاف (المجمع المغلق) في حالة شغور الكرسي البابوي، سواء لوفاة البابا أو لاستقالته كما حدث عام 2013 حين قدّم البابا الراحل بندكتس السادس عشر استقالته. ويحق للكرادلة دون عمر الـ80 عامًا أن يشاركوا بعملية الإقتراع كناخبين بطريقة سريّة. وبانتخاب 21 كاردينالاً جديدًا، منهم إثنان لا يحق لهما الإقتراع بسبب السن المتقدمة، فقد وصل عدد الكرادلة الناخبين إلى 137 كاردينالاً، وهو رقم غير مسبوق بتاريخ الكنيسة مقارنة مع السنوات الماضية حيث كان الحد الأعلى 120 ناخبًا.

 

عودة إلى القدس فالكاردينال المعيّن بيتسابالا سيبقى في القدس بطريركًا للاتين، يدير شؤون الأبرشيّة الروحيّة والإداريّة ومؤسّساتها الكنسيّة والتعليميّة والقضائيّة، وهي بطريركيّة لها حضورها ورسالتها وفعالياتها، في المجتمعات الفلسطينيّة والأردنيّة وكذلك في جزيرة قبرص. بالإضافة لوجود عدد من كهنتها العاملين في حاضرة الفاتيكان. وقد خدم «نيافة البطريرك الكاردينال بيتسابالا»، وهو اللقب الذي سينادى به من بعد 30 أيلول، يوم تسليمه قبعة الكاردينال باحتفال مهيب في الفاتيكان، قد خدم كحارس للأراضي المقدّسة ورئيس لرهبنة الف?نسيسكان لمدة 12 سنة، وكذلك عينه البابا فرنسيس مطرانًا ومدبّرًا رسوليًّا للبطريركية اللاتينيّة في24 حزيران 2016، إلى أن تمّت تسميته بطريركًا في 24 تشرين أول 2020. وقد منحه جلالة الملك عبدالله الثاني في عيد الاستقلال عام 2022 وسام الملك عبدالله الثاني للتميّز من الدرجة الأولى. والآن ها هو يرقى إلى رتبة الكارديناليّة، مع بقائه بطريركًا في القدس أسوة بالكاردينالين الشرقيين العاملين حاليًا في لبنان: البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وفي العراق: البطريرك الكاردينال لويس ساكو.

 

وقد شكر بطريرك القدس كل من هنأه بهذا التعيين الذي وصفه بالمفاجئ، وشكر الله تعالى كما وجه شكره للبابا فرنسيس داعيًا إلى الصلاة لكي يبقى في «خدمة متواضعة لملكوت الله، هنا في الأرض المقدّسة». ذلك أنّها أرض تستحق العناية وتوجيه الأنظار نحوها، فهي أرض المسيح ومنها انطلقت البشارة، وفيها عطش كبير للسلام والحرية والعدالة والاستقلال. ومن حسن الطالع انّ الكاردينال المعيّن قد ابتدأ أولى أنشطته صباح الإثنين التالي للتعيين، بزيارة إلى جنين، حيث وقف عند الدمار الذي أحدثته تفجيرات إسرائيل الأسبوع الماضي، في كنيسة اللاتين وزار المخيّم، معزّيًا أسر الشهداء، وعائدًا الجرحى في المستشفيات. فأمام كاردينال القدس مهام ورسائل أكبر من الكثير من أقرانه في العالم. ومن المؤمل أن ينال تعيينه تقديرًا لإسهامات الكنيسة المحليّة في خدمة المجتمع العربي الذي تتواجد فيه.