موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٦ يوليو / تموز ٢٠١٨

المركز الكاثوليكي ينعى وفاة رائد الحوار الديني الكاردينال توران

عمّان – أبونا :

نعى المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في المملكة وفاة نيافة الكاردينال جان لويس توران، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان، عن عمر 75 سنة. وقد ولد توران في فرنسا في 5 نيسان 1943، وسيم كاهنًا في 20 أيلول 1969، ونال درجة الأسقفية في 1 كانون أول عام 1990. وسُمّي كاردينالاً في 21 تشرين أول 2003، وهو الذي أعلن عن انتخاب البابا فرنسيس في 13 آذار 2013. ومنذ عام 2007 عيّن الكاردينال توران رئيسًا للمجلس البابوي للحوار بين الأديان وبقي إلى نهاية حياته. زار الكاردينال جان لويس توران الأردن عدّة مرات، وقد رافق البابا بندكتس السادس عشر في زيارته عام 2009، وبالأخص في الزيارة التاريخية لمسجد الحسين بن طلال. كما رافق البابا فرنسيس في زيارته في أيار 2014. وشارك في المملكة بالعديد من المؤتمرات، وبالأخص مع مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي، في اجتماعات المنتدى الإسلامي-الكاثوليكي الدائم الذي تأسس على وثيقة "كلمة سواء" التي أطلقها الأردن، برئاسة الأمير غازي بن محمد عام 2007. كما ترأس وفود الفاتيكان في عدة مؤتمرات مع المعهد الملكي للدراسات الدينية. ومن أبرز مشاركاته على الأرض الأردنية، حضورة لمؤتمر "التحديات التي تواجه العرب المسيحيين"، والذي عقد برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، من 3-4 أيلول 2013، وألقى كلمة هامّة جاء فيها: "دعونا نستمر بالعيش بعضنا مع بعض وليس بعضنا إلى جانب البعض. ودعونا نكمل الطريق إلى حوار الأديان، بأن نجعله ذا مصداقية. ودعونا نتحد، مسيحيين ومسلمين، في تذكير الجميع أن الدين والعنف لا يتفقان". رحم الله الفقيد الكبير، ورائد الحوار بين الأديان، الذي لم يثنه مرض الباركينسون عن القيام بواجبات حوارية كبيرة، من أبرزها إعادة الحوار بين الفاتيكان والأزهر عام 2017، وترؤسه لوفد الفاتيكان في مؤتمر دولي عُقد في الأزهر، وكذلك زيارته إلى الدوحة وفيينا وبيروت، والزيارة التاريخية الأولى إلى المملكة العربية السعودية، برفقة سكرتيره الأردني المونسنيور خالد عكشة الذي يعمل هو أيضًا في مجال الحوار الديني في الفاتيكان منذ 25 عامًا. وعلّق الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي، قائلا إنّ رحيل فارس الحوار توران يجعلنا نترحم على روحه الطاهرة، ونشكر الله تعالى على الإرث الثقافي والفكري والعلاقات والصداقات الإنسانية التي نسجها بين أتباع الأديان. كما أنه يجعلنا نركز على ما يجمع أكثر مما يفرق لأنه، وكما قال الكاردينال في الأزهر العام الماضي: "إن مواصلة السير على دروب الحوار هو هديّة وغنى للإنسانية، بينما تجميد الحوار، أو توقيفه، ما هو إلا هديّة للعنف والإرهاب".