موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٠ مارس / آذار ٢٠٢٠

الكنائس والكورونا

عمال يقومون بتعقيم كنيسة كإجراء وقائي ضد الفيروس التاجي، في رام الله، بالضفة الغربية المحتلة (رويترز)

عمال يقومون بتعقيم كنيسة كإجراء وقائي ضد الفيروس التاجي، في رام الله، بالضفة الغربية المحتلة (رويترز)

الاب د. رفعـت بدر :

 

لم نكن نتصوّر أن يأتي يوم ونشاهد أن أبواب الكنائس والمساجد في بلدنا، كما في العالم أجمع  مغلقة، ليس في وجوه المصلين، وإنما كإجراءات احترازية ووقائية من مرض الكورونا.

 

شاهدنا في الفاتيكان قبل أيام، قداسة البابا يطلُّ من شرفة شباكه، الطلة التقليدية الأسبوعية ليبارك جماهيرًا غفيرة وإذا بالساحة خالية من البشر، فقدم بركته الرسولية عبر وسائل التواصل. نحن أمام مطالب جديدة في هذا الشأن وليس علينا أن نعترض في هذه الأيام، بل بادرت الكنائس في الأردن إلى تأييد القرار الحكومي والتعليمات والإرشادات والتوجيهات، بما يختص منع الصلوات العامة والشعبية في الكنائس، فأغلقت أبواب الكنائس وصلى الكهنة والرهبان والراهبات ناقلين تحياتهم وصلواتهم وتضامنهم عبر وسائل التواصل الإجتماعي. وقام مجلس رؤساء الكنائس في الأردن بسلسلة من التوجيهات التي تخص مثلاً الجنازات لتقتصر على أهل المتوفى وعدم فتح أبواب العزاء، وكذلك احتفالات الخطوبة بأن تقتصر على الخطيبين فقط.

 

نحن إذًا أمام حالة جديدة لم نعتد عليها -وإن شاء الله لا تطول- بمعنى أن تمر هذه الغيمة بسرعة، ولكن مجددًا ينشأ لدينا هذا الشعور بأهمية بيوت العبادة وبأهمية الخطاب الديني، لكي يكون أيضًا مرشدًا وموجهًا للناس في مجتمعاتنا. ما نقول فقط هو الانصياع للقرارات الحكومية، ولأن صحة الإنسان وحياته وكرامته هي مقدّسة، كون الإنسان، كل إنسان، قد خلق من ذات العزة الإلهية.

 

نشدّ على أيدي كل الجهات الرسمية في هذه الأيام وهي تبدع بأن تعمل مثل سيمفونية متناغمة، ونصلي مثل قداسة البابا وكل الخيريين، في العالم لكي يحفظ الرب العالم من كل شر، ويشفي المرضى، ولكي يلهم تعالى العلماء والمعتكفين في المختبرات على إيجاد مصل ولقاح من شأنهما أن يخففا معاناة البشرية ويقضيا على هذا المرض وهذا الفايروس، تمامًا كما قضي في الماضي على العديد العديد من حالات المرض المشابهة.

 

لا نملك في النهاية إلا أن نقول: نحن في الكنائس نصلي من أجل أن تزول هذه الغيمة، ولكننا في الوقت ذاته نطلب من مواطنينا الأحباء أن يلتزموا بالإرشادات والتوجيهات، فإن المسؤولية جماعية، نعم هنالك مسؤولون يحافظون على صحة وسلامة الوطن والمواطن، ولكن علينا جميعًا مسؤولية أن نوقف من انتشار هذا الوباء، نريد له انحسارًا وليس انتشارًا، وهذه مسؤولية كل إنسان يحب وطنه ويحب اخوته المواطنين ويسهر على سلامة -ليس فقط أسرته الصغيرة- ولكن أيضًا الأسرة الأردنية الكبيرة، لا بل الأسرة البشرية جمعاء.

 

بالبقاء في البيت، تقدّم أفضل خدمة لوطنك. وبالصلاة والدعاء، سنقضي، بإذن رب السماء، على كل داء.

 

رافقتكم السلامة.