موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٨ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٢

السلام عليكم «Pax Vobis»

تحية عسكرية اردنية للطائرة البابوية المتوجهة الى الاراضي البحرينية

تحية عسكرية اردنية للطائرة البابوية المتوجهة الى الاراضي البحرينية

الاب رفعت بدر :

 

كانت طائرة الـITA تحلّق في سماء أوروبا بسلام، وفوق المتوسط لامست أسيا وافريقيا، لكنها حيث دخلت الأجواء الأردنيّة، من الجنوب، حتى صعدت طائرات أربعة تابعة لسلاح الجو الملكيّ، لتواكب بحفاوة ورموز كبيرة الصديق المحلّق فوق الأرض المقدّسة، أي البابا فرنسيس، الذي كان متوجّهًا وقتها من إيطاليا إلى البحرين، لمدة أربعة أيام.

 

وفي اليوم نفسه، يعلّق الديوان الملكيّ الأردنيّ، إنّ جلالة الملك عبدالله الثاني، قد أرسل رسالة صوتيّة موجّهة إلى قداسة الباباـ استهلها بقوله باللغة اللاتينية Pax Vobis أي «السلام عليكم»، وهي التحيّة التي يُحيي بها البابا شعبه أثناء القداس والصلوات. وحين يحيي جلالته قداسته، وباللغة الأصليّة اللاتينيّة، فهذا يدلّ على حجم التقدير الذي يكنّه الملك، ومن خلفه شعبه الوفي، لقداسة البابا ولجميع أصدقاء الأردن. وفي الرسالة القصيرة دلائل كبيرة، ودعم للسياحة الدينية في بلادنا العزيزة، إذ وصف الملك وطنه الذي يحلّق البابا فوقه بالأرض المقدسة Holy Land للتأكيد على عراقة هذه الأرض، وعلى جهود السياحة الدينيّة التي تجعل من زوار الاردن حجّاجًا إلى أرض قدّسها الأولون بوجودهم فيها، وأحيانًا بدمائهم الزكيّة، وبعمّاد السيد المسيح في مياهنا المقدّسة، حيث زارنا البابا ذاته وحلقنا معه وقتها من أخفض بقعة في الأرض إلى أعلى تجليات الروح.

 

وما هي سوى ساعات قليلة بعد الـPax Vobis الأردنيّة، حتى كان البابا فرنسيس يقف أمام مستقبله الكريم الملك حمد بن عيسى آل خليفة ليقول في أول كلماته وباللغة العربية، بلد المملكة الشقيقة المضيفة: «السلام عليكم»، في رحلة دامت أربعة أيام، وجاءت تحت شعار: «طوبى للساعين إلى السلام». وقد تضمّنت الخطابات والصلوات دعوة «مثلثة» إلى السلام وإلى إسكات صوت الحروب، لا سيّما الدائرة حاليًّا بين روسيا وأوكرانيا.

 

ولم مثلثة هذه الدعوة؟

 

لأنّ الزيارة إلى مملكة البحرين الرائدة قد ابتدأت بقسمها الأول بالملتقى الدولي: «ملتقى البحرين للحوار بين الشرق والغرب»، وشارك باختتام جلساته الملك حمد بن عيسى آل خليفة وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والبابا فرنسيس، وقد أجمع كل من جلالته وسماحته وقداسته على الدعوة المشتركة لإيقاف الحرب، لأنها ستجلب اليأس والقتل والتهجير، مثلما تضمنت بحضور كبار حكماء المسلمين ووفد الفاتيكان، الدعوة إلى تعميق الحوار بين الأديان.

 

وفي القسم الثاني طبعًا كانت لقاءات صلاة مع الجماعات المسيحيّة الحيّة والحيويّة في مملكة البحرين، وهي جماعات مكوّنة من عدّة كنائس وقوميات واثنيات وجنسيات وأعراق. أما مسيحيو البحرين الذين يحملون الجنسيّة البحرينيّة فلا يتعدون الـ1000 شخص فقط. وقد نجحت المملكة الشقيقة باتقان التحضير والاحتفال والتنظيم للمؤتمر الدولي وكافة الفعاليات التي تضمنتها زيارة رسول المحبة والسلام إلى ثاني دولة خليجية بعد الإمارات، وسابع دولة عربيّة، استهلها البابا فرنسيس بزيارة عام 2014 إلى الأردن وفلسطين، ليزور بعدها مصر والإمارات والمغرب والعراق، وصولاً إلى البحرين. وقد تشرّفت وأنا أشارك باسم البطريركيّة اللاتينيّة بالسلام على جلالة الملك حمد الذي شدّ على يديّ حين عرف أنني من الأردن قائلاً: «الأردن، يا سلام، يا سلام». أما قداسة البابا، فأوصلت إليه سلامات البطريركيّة والأردنيين، ولشيخ الازهر قلت: يا ليت دعوات الاعتدال تجد آذانًا صاغية.

 

وسلامًا إلى مملكة البحرين التي جعلت السلام والمحبة في هذه الأيام على كلّ لسان.

 

وسلامًا عليكم Pax Vobis