موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٦ يونيو / حزيران ٢٠٢٣

الدين وحثه على المشاركة في الحياة السياسية

الاب رفعت بدر

الاب رفعت بدر

الاب رفعت بدر يلقي كلمة الترحيب خلال المؤتمر :

 

أقام المركز الكاثوليكيّ للدراسات والإعلام، بالتعاون مع مكتب مؤسّسة «كونراد أديناور شتيفتونغ» في المملكة الأردنيّة الهاشميّة، منتداه الجديد: الدين والمشاركة في الحياة السياسية. إنّ المركز الكاثوليكيّ، ومنذ تأسيسه عام 2012، قد أخذ على عاتقه أن يكون صوتًا إيجابيًا، يدعو تحت مظلة البطريركيّة اللاتينيّة، وبالتعاون مع مختلف الكنائس ومع الأخوة المسلمين في مجتمعنا الأردنيّ الواحد، إلى المساواة في الحقوق والواجبات، وإلى المواطنة الصالحة، والنظر إلى كل مواطن بأنّه ليس متفرّجًا أو منظّرًا من بعيد، بل هو في صميم الحياة المجتمعيّة، ومنها النواحي الدينيّة والاجتماعيّة والثقافيّة... والسياسيّة.

 

وأكد المتحدثون في المؤتمر أنّنا مع الأردن في سيره لتعميق سيرته الإصلاحيّة التي جاءت عند بعض البلدان، مع الأسف دموية صارخة عاصفة، لكنها في بلدنا الحبيب سيرة إصلاحيّة عطرة هادئة موضوعية وهادفة وضرورية. فالإصلاح السياسي أو إصلاح المنظومة السياسيّة الذي وجّه إليه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، بتشكيل لجنة كبيرة لصياغة توصيات وملامح المستقبل الأردنيّ المشرق، يتطلب أن يعي المواطن ضرورة الدخول بهذا الركب الإصلاحي الذي يمهّد لأردن أقوى وأعلى وأكثر ديمقراطيّة ومشاركة من جميع أبنائه وبناته.

 

امّا الدين، وكما ظهر من كلمات المتحدثين من رجال دين مسيحيين ومسلمين وسياسيين واساتذة جامعات واعلاميين، فهو داعم ومشجع على المشاركة السياسيّة. هو لا يشترك بعمل سياسي مباشر لكنه يدعو مؤمنينه وأتباعه إلى ألا يكونوا على هامش المجتمع وسيرته الإصلاحيّة، وإنما في قلبها وفي قلب مسيرتها وتفكيرها، لتحقيق رؤية جلالة الملك، من خلال أوراقه النقاشية التي ترسم ملامح أردننا الجديد الذي نعمل معًا على بنائه.

 

وقد ختمت كلمتي بالمؤتمر بالتذكير بـ"تطويبات رجل السياسة»، التي اقترحها الكاردينال الفيتنامي فرنسوا كزافييه فان توان، المتوفي عام 2002، وهي تدلّ على القيم والأخلاق التي على رجل السياسة أن يتحلّى بها:

 

طوبى لرجل السياسة الذي يملك إدراكًا ووعيًا لدوره الهام.

 

طوبى لرجل السياسة الذي يعكس مصداقيّة في شخصه والسلام.

 

طوبى لرجل السياسة الذي يعمل، لا من أجل مصلحة خاصة، بل للخير العام.

 

طوبى لرجل السياسة الذي يبقى أمينًا بالرغم من إغراء الفساد وكلّ ما هو سام.

 

طوبى لرجل السياسة الذي يحقّق الوحدة والفرح والوئام.

 

طوبى لرجل السياسة الذي يلتزم في تحقيق تغيير جذريّ مستدام.

 

طوبى لرجل السياسة الذي يعرف كيف يصغي لهموم الناس والآلام.

 

طوبى لرجل السياسة الذي لا يخاف ويمضي بشجاعة واقدام.

 

أخيرا، انعقد هذا المؤتمر حول الدين وحثّه المشاركة في الحياة السياسية، في يوم الاحتفال بعيد ميلاد القديس يوحنا المعمدان. الذي يمثّل في أردننا المقدّس، أعتماد السيد المسيح على يده في نهر الاردن، وأيضًا الشجاعة وعدم المساومة على الحق والحقيقة، لذلك قطع رأسه على يد الطاغية هيرودس، في بلدة مكاور الأردنيّة، التي بقيت شاهدة ليس على عدالة هيرودس وإنّما على شجاعة المعمدان. ولذلك قلنا لسياسيينا الأفاضل: ليكن المعمدان مثالاً لكم في الشجاعة والإقدام... ودائمًا على الحق لا على الباطل.