موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٦ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٤

الحج إلى «المغطس» بطبعته الرابعة والعشرين

الحج إلى موقع المعموديّة بطبعته الرابعة والعشرين

الحج إلى موقع المعموديّة بطبعته الرابعة والعشرين

الأب د. رفعت بدر :

 

بعد الوقوف دقيقة صمت وصلاة حدادا على أرواح الشهداء، وبالاخص في غزة، ابتدأت احتفالات الحج المسيحي الكاثوليكي الى موقع المعمودية المغطس، بحضور صاحب النيافة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، الذي حلّ على هذه البقعة لأوّل مرة منذ تنصيبه كاردينالاً على يد قداسة البابا فرنسيس في نهاية أيلول الماضي 2023. مع مختلف رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الاردن، والسفير البابوي (سفير حاضرة الفاتيكان)، ولكن السنة قد خلت من أصوات الكشافة بموسيقاتهم العذبة التي اعتدنا عليها سنويا. لان احتفالات العماد هذا العام هي امتداد لاحتفالات الميلاد وقد اقتصرت جميعها على الشعائر الدينية، تضامنا مع ما يحدث لدى الاشقاء في غزة وكل فلسطين.

 

هذا العام، احتفلت الكنائس الكاثوليكية، مع كنائس الشرق بمرور 50 عامًا على إنشاء مجلس كنائس الشرق الأوسط، وهي مناسبة جيد ان نذكرها، لان المجلس المذكور هو الوعاء الوحدوي -الذي يسمى المسكوني– والذي يحتوي جميع كنائس الشرق في العائلات الكنسية الأربعة: العائلة الكاثوليكية، العائلة الأرثوذكسية، العائلة الأرثوذكسية الشرقية والعائلة الإنجيلية. وقد تأسس عام 1974، ليكون حاضنة وممثلا لجميع مسيحيي الشرق. انّ الاشارة الى ذلك يوم عيد المعمودية في المغطس، يذكر جميع مسيحيي العالم، وبالاخص في شرقنا العزيز، بانّ المعمودية توحد المسيحيين روحيا ووجدانيا، قبل الحديث عن الوحدة العقائدية والادارية.

 

من أجل ذلك ارتفعت أدخنة البخور والترانيم والصلوات، أولا من أجل الأسرة الأردنيّة الواحدة، لتبقى بوحدة وطنية، وبتناغم وانسجام، وعنوانا للأمن والاستقرار، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، الذي نحتفل معه بعد أيام قليلة بيوبيله الفضي، اي مرور 25 سنة على جلوسه على عرش المملكة الأردنيّة الهاشميّة. وكذلك من أجل سموّ الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، وسمو الأمير غازي بن محمد، رئيس مجلس أمناء موقع المعموديّة – المغطس.

 

ورفعت صلاة خاصة من أجل نية السلام، وهنا أعود الى الصلاة التي تلتها كارول هايل علمات، في القداس، وفيه تعبر عن جميع نياتنا مع بداية هذا العام الجديد، ومع اطلالة الاحتفال بيوبيل جلالة الملك، ويحمل أيضا احياء لثلاثين سنة على انشاء العلاقات الطيبة بين الاردن والفاتيكان، كذلك نتحضر للاحتفال في العام المقبل بربع قرن على بدء الحج الى موقع المعمودية، منذ عام 2000 للميلاد: تقول صلاة العلمات:

 

"مِن أخفضِ بُقعةٍ على الأرض والأقرب إلى السماء، نرفعُ ابتهالاتنا في هذا الصباحِ المُبارك إلى اللهِ القدير لكي يَهَبَ الأرضَ المُقدَّسة السلامَ العادلَ المنشود، ولكي يُلهِمَ القادةَ والحُكّام ومُحِبّي الخَير ليَعملوا على بناءِ السلام وإعادَتِهِ إلى حيثُ مهده. ومن أرضِ المعمدان.. من نهرِ الأردنِّ المُقدَّس.. من هُنا.. من مكانِ معموديةِ السَيِّدِ المسيح.. تَصدَحُ الحَناجِرُ بترانيمِ السَّلامِ وتُصلّي القُلوبُ مَعَ ذَوي الإرادَةِ الصّالِحةِ والضَّمائِرِ الحَيَّةِ، لكي تُشرِقَ شمسُ العدلِ وتتوقَفَ أعمالُ القتلِ والتَّدميرِ والتَّشريدِ ويَحِلَّ السَّلامُ في الأرضِ التي اصطفاها اللهُ لتكونَ أرضَ السَّلامِ والفداء".

 

كل الشكر لوزارة السياحة والاثار ولهيئة تنشيط السياحة، ولموقع المعمودية، ولوسائل الاعلام التي نظم لها المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام، كعادته المؤتمر الصحفي على ضفة النهر الشرقية، وللجنة الكنسية التحضيرية، ولسفراء الدول الصديقة الذين شاركوا وسينقلون الفرح بهذا الاحتفال لبلدانهم، مما سيشكل دعوة لزيارة الاردن والتبرك بالماء والتراب المقدسين. والشكر للفرق الكشفية والشبيبة المسيحية وفرق الترانيم التي قادتها السيدة ميرا سميرات، بحضور المرنمة اللبنانية كريستيان النجار، والشكر الطيب للجيش العربي وللامن العام ولجميع الاجهزة الامنية، التي كان حضورها مميزا وراقيا وعلى درجة عالية من الاتقان والاحترام لكل انسان مشارك في الحج الرابع والعشرين في هذا العام الرابع والعشرين بعد الالفين.