موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٨ يونيو / حزيران ٢٠١٨

التنمية والثقافة والحوار

الاب رفعت بدر :

على مدار ثلاثة أيام، عقد منتدى التنمية والثقافة والحوار مؤتمرًا في بيروت عنوانه: ’من أجل تدعيم أسس التفاهم بين أهل الأديان والثقافات، بالتعاون مع مؤسسة دان ميشين الدانماركية وجمعية الأمل العراقية، وشارك به وفود من الأردن والعراق ومصر ولبنان وسوريا والدانمارك، وترأسه مدير المنتدى القس رياض جرجور الذي عمل في السابق أمينًا لمجلس كنائس الشرق الأوسط. وشاركت مع الوفد الاردني المكون من الدكتور عامر الحافي والدكتور حسان ابو عرقوب ومصطفى ابو رمان والسيدة ايمان الهنداوي، بمشاركة سفير السودان لدى الاردن المفكر الصادق المهدي. تمحورت جلسات المؤتمر حول مواضيع التحديات التي تواجه العيش المشترك والسلم الأهلي، ودور المرأة في مواجهة التحديات وبناء السلم الأهلي، والمواطنة والتماسك الاجتماعي، والحالة الدينية في العالم العربي، والتنوع الديني ومخاطر التطرف العنيف، والاحترام المتبادل وقبول الآخر المختلف، وجرى نقاش حول ما العمل لأجل حوار عملي وفعلي في عالم مضطرب، وتم عرض شهادات وخبرات محلية في العيش المشترك، حيث عرض كاتب هذه السطور، مع السيدة الهنداوي وهي مديرة دائرة التطوير في «هيئة اجيال السلام» الخبرة الأردنية في مجال الحوار والعيش المشترك. وتم عرض المبادرات الاردنية الراقية والعالمية في مجال الحوار والتفاهم، وتسليط الضوء على انشطة اجيال السلام في تعزيز قيم المساواة والتقبل. ما الجديد في المؤتمر؟ كانت الاحاديث واضحة وصريحة من قبل المشاركين للأزمة التي مرّ بها المشرق، وبخاصة في انتشار العنف في العقدين الاخيرين، ومن الكلمات المؤثرة للأستاذ محمد السماك، الناشط في مجال الحوار، قوله: لقد انتزعنا أشواكًا عديدة في الماضي، وتم الاحتفال في بعض البلدان بانتهاء حقبة مظلمة وظالمة، إلا أنّ الحاجة الكبرى هي في اقتلاع كل الشوك الذي علق في منطقتنا، وقد تكاثر مع كل أسف. وفي مجال الحلول، عرض أن احترام كرامة الإنسان هي الأساس، وأنّ المواطنة الكاملة هي المفتاح للمضي قدمًا على درب تنمية الإنسان والمجتمعات، ومن الكلمات المؤثرّة أيضًا، ما قاله المفكر المعروف أنطوان مسّرة، في تأكيده انه ليس هنالك اديان معتدلة واديان متطرفة، بل هنالك في الدين الواحد اعتدال، وهنالك في الجانب الآخر منافقون يدّعون أنهم يفهمون الدين فهمًا صحيحًا، فيرتكبون باسمه مجازر ومآس، فيجرون المنطقة والعالم الى انفاق مظلمة جديدة. وبعد، تشهد منطقتنا العديد من المؤتمرات والندوات وورشات العمل المموّلة من مؤسسات أجنبية، وجلّ اهتمامها كيف نستشرق المستقبل معًا، وما السبيل للخروج من دوامة «الحاضر المأزوم والمستقبل غير المعلوم»، على حد قول الصادق المهدي في كلمته. أظنّ أننا بحاجة إلى إعادة البناء: بناء الحجر وله شركاته وشركاؤه ومقاولوه والدول المانحة له، لكنّ البناء الأهمّ والأصعب والأكثر ضرورة هو إعادة بناء الثقة: ثقة مجتمعاتنا بأنفسها، وثقة أبناء الأديان بدعم بعضهم لبعض، والقيام بمشاريع تنموية تعزز لدى المواطن الثقة بأن القادم أجمل.