أهلا بشهر 12 2020

كم من الاشخاص يود أن يقفز عن هذا الشهر، لتنتهي سنة 2020 بسرعة، بما حملت من مآسٍ وجروحات ودموع وإغلاقات وكمامات ومخاوف وآلام وأحزان. ولكن، ما في اليد حيلة، وعلينا أن نقبل هذا الشهر كونه الأخير في هذه السنة، ولا يستطيع أحد أن يقفز عنه إلى رأس السنة الجديدة. لذلك دعونا نقول: أهلاً بشهر 12، إنك الأخير في هذه السنة، ونحن نطلب منك ألا تغادرنا إلا وأنت محملا بالأمل والرجاء.

إنك شهر الأمل، بحلول عيد الميلاد المجيد المميز هذه السنة، كونه لا يحمل ذات الاحتفالات الخارجية التي كنا نقوم بها، وعلينا هذا العام أن نهتم بجوهر العيد أكثر من مظاهره.

إنك شهر الأمل، كونك الشهر الذي ستعلن فيه منظمة الصحة العالمة، بإذن الله، صحة اللقاحات المطروحة للبحث العلمي والموافقة، وهو الأمر الذي سيسرّ معه كل أفراد الأسرة البشرية.

إنك يا شهر 12 2020 ختام هذه السنة، فاسمح لنا أن نشكر الرب العلي على كل مظاهر التضامن الإنساني الذي حصل في هذا العام، فلم يخلُ هذا العام من بطولات وأعمال محبة وايثار وتفضيل مصالح الآخرين والمصالح العامة على المصالح الشخصية، إننا من خلف الكمامات، نرفع كل الشكر لله القدير على كل ما حمل هذا العام، فهو عام وحدة الأسرة الإنسانية على الألم والمعاناة، وإن شاء الله تتوحد في العام الجيد على الأمل والشفاء. وبك يا شهر كانون أول سيكون هنالك من سيمد يد العون والمساعدة المعنوية والمادية تجاه الفقراء والعاطلين عن العمل والمتضررين بسبب الوباء.

إننا يا شهر 12 نضع كل أيامك بين يدي العلي القدير، وهو الله المحبة والرحيم الذي نعتز بالإيمان به ونتعلق ونفخر به، ونسأله تعالى أن يكون بسيرتنا الفاضلة مسرورًا بنا، بالرغم من ضعفنا وهشاشتنا وخطايانا.

اللهم القدير، أنت أبونا، ونحن الطين وأنت جابلنا، تعال أيها الـ"عمانوئيل" (الله معنا) واجبلنا من جديد...