موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٨ ابريل / نيسان ٢٠١٨

90 عامًا على تأسيس ’المستشفى الايطالي‘ الاول في المملكة

احمد النسور :

احتفل اليوم في عمان بمرور 90 عامًا على تأسيس المستشفى الايطالي بفرعية عمان والكرك، كأول مستشفى في المملكة وشاهدًا على تطوير مسيرة الطب الاردنية. ويعتبر المستشفى الإيطالي، ويسمى كذلك المستشفى الطلياني، واحدًا من أقدم مستشفيات الأردن، فقد تأسس سنة 1926. ويوجد فرعين للمستشفى، الأول في حي المهاجرين في منطقة وسط البلد في مدينة عمان، والفرع الثاني يقع في مدينة الكرك جنوب الأردن وتأسس ذلك الفرع سنة 1935. ولدى البحث في سجلات المستشفى قبل عام 1926 كانت الخدمات الطبية في عمّان شبه معدومة، وجاءت الجمعية الوطنية الايطالية الخيرية، واشترت من الحكومة الأردنية أرض المستشفى وتبلغ مساحتها 11 دونمًا، و اختير المكان كونه قريبًا من نبع ماء بجانب السيل (سقف السيل حالياً) كان مصدر تزويد المستشفى بالماء. بكادر ضم الدكتور فاوستو تيزيو (1898-1973) الذي كان قد حضر من تورينو للعمل كطبيب متطوع في المستشفى الإنجليزي في السلط من عام (1923-1926)، والدكتور جيفارلو. واصل المستشفى التوسع بدعم الجمعية ومركزها روما، بالإضافة للتبرعات، بدأ بـ26 سريرًا و40 من كوادر تمريض وراهبات. وفي سنة 1935 تأسس الفرع الثاني للمستشفى في مدينة الكرك من قبل جميعة رهبنة الكمبيونيات أيضًا. ويبلغ عدد أسرّة المستشفى حاليًا 80 سريرًا في فرع عمان، و38 سريرًا في فرع الكرك يقدم المستشفى خدمات صحية وجراحية مختلفة ويضم عدد من الأقسام من بينها، النسائية والتوليد، قسم المعالجة الحثيثة، والتصوير الطبقى، ووحدة للتنظير. وتصف الباحثة دلال سلامة المستشفى الطلياني بمستشفى كل العصور وتضيف ان الدكتور فاوستو تيزيو، الطبيب الإيطالي الذي قدم إلى عمان عام 1926، كي يضع حجر الأساس للمستشفى الإيطالي، المستشفى الأول في ما كان يسمى آنذاك إمارة شرق الأردن. كانت عمان وقتها قرية صغيرة تقع على ضفة السيل الشرقية، وهناك بعثة تبشيرية إيطالية قدمت قبل حضور الطبيب بأربع سنوات، واختارت السلط لتكون مقرا للمستشفى، ولكن تيزيو قرر، بعد حضوره، بناءه في موقعه الحالي على سفح جبل الأشرفية. وهكذا تم شراء الأرض وإقامة المستشفى. وفي العام 1927 بدأت عشرون راهبة في العمل في المستشفى، رغم أن تيزيو كان قد بدأ باستقبال المرضى قبل هذا التاريخ. وثائق المستشفى تقول «إن المستشفى أحدث فرقا هائلا في حياة الناس في عمان ذلك الوقت وكان يعالج الجميع، ابتداء من الفقراء والعامة إلى أفراد العائلة المالكة، فالملكة الراحلة زين الشرف وضعت سمو الأميرة بسمة فيه. وفي تلك الأيام كان المستشفى يقدم خدماته العلاجية للجميع دون تفرقة، ولم تكن أجرة الغرفة تزيد على السبعة قروش .» وإلى الآن يتعاون المستشفى مع جمعيات خيرية مثل: الكاريتاس والبعثة البابوية، ويقدم في إطار هذا التعاون الخدمات مجانا لمحتاجين مثل العراقيين واللاجئين الفلسطينيين. المستشفى الذي بدأ بطبيبين وعشرين راهبة، صارت مساحته الآن ثلاثة آلاف متر مربع، مقامة على مساحة 11 دونماً، ويتسع 80 سريرا، وتجري فيه 200 عملية ولادة في الشهر، ويقدم خدماته إلى خمسين ألف مراجع . ويسجل التاريخ ان مشاهير الأطباء مثل جميل التوتنجي، نبيه معمر، نديم حبش، ناورز شقم، كريم العجلوني، خليل صويص عملوا في المستشفى . وبعد النكبة كان هناك تعاون بين " المستشفى الأونروا " كان الشخص يحضر بطاقة المؤن، ويقيم في المستشفى المدة التي يحتاجها دون أن يدفع شيا وفي أحداث أيلول عندما اضطر كثير من العائلات المقيمة بالقرب من المستشفى إلى اللجوء إليه نفذت الكثير من المعدات، واضطرت الراهبات إلى قص الشراشف واستخدامها كضمادات . ويتذكر الطبيب والكاتب الدكتور عميش عميش انه قبل عام 1926 كانت الخدمات الطبية في عمان شبه معدومة. و جاءت الجمعية الوطنية الايطالية الخيرية لمساعدة المرسلين الايطاليين و تسمى"رهبنة الكمبيونيات". فاشترت من الحكومة أرض المستشفى (11) دونما. و اختير المكان كونه قريبا من نبع ماء بجانب السيل كان مصدر تزويد المستشفى. و هنا ويشير عميش ان موارد المستشفى كانت تصرف على المرضى و المحتاجين و إدامة عمل المستشفى. وتعامل المستشفى مع جمعيات مثل « البعثة البابوية» و « الكاريتاس» و غيرهالتحويل المرضى للمستشفى. و ظلت رسالة المستشفى للان مساعدة المحتاجين كمركز خيري بأقل كلفة. وقال ثم تطور المستشفى و أصبح عدد الأطباء الدائمين (10) و الكوادر (110) من الأردن و الفلبين ومصر. وبقي (5) راهبات فقط. وزاد عدد الأسرة إلى (68). أما مدير و مؤسس المستشفى د. تيزيو فانضم اليه د انريكو ماركيس» عام 1953 مساعدا له حتى 1965 عندما انهى د. تيزيو عمله و غادر إلى ايطاليا و وأصبح د. ماركيس مديرا في عام (2008) حلت «جمعية رهبنة الدومنيكان لتقدمة العذراء الفرنسية» كمشرفة للمستشفى مكان «الجمعية الايطالية الخيرية للمرسلين». ووفق عميش يؤم العيادات 100 مريض يوميا و تغطي المؤسسات الخيرية علاج معظمهم مجانا. و يدعم المستشفى مشاريع خيرية للحصول على تمويل داخلي مثل «مشروع حليب الأطفال» الذي يقدم معظمه مجانا و«مشروع مساعدة المرضى المحتاجين». (الرأي الأردنية)