موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٦ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٩

150 عامًا من خدمة مدارس البطريركية اللاتينية في الأردن

الأب وسام منصور، مدير عام مدارس البطريركية اللاتينية في الأردن

الأب وسام منصور، مدير عام مدارس البطريركية اللاتينية في الأردن

الأب وسام منصور :

 

فيما يلي نص الكلمة التي ألقاها مدير عام مدارس البطريركية اللاتينية في الأردن الأب وسام منصور، في الاحتفالية التي أقامتها الإدارة العامة للمدارس، مساء السبت 5 تشرين الأول 2019، بمرور 150 عامًا على نشأة وتأسيس أولى مؤسساتها التربوية، وتحديدًا في مدينة السلط عام 1869:

 

معالي السيد رجائي المعشر نائب رئيس الوزراء الأكرم

سعادة السفير البابوي رئيس الأساقفة ألبرتو أورتيغا الجزيل الاحترام

أصحاب الغبطة والسيادة والسعادة والعطوفة

الأباء الكهنة الأجلاء الأخوات الراهبات الفاضلات

المعلمات والمعلمون الأفاضل أصحاب العيد وشركاء العطاء والرسالة

أيها الحفل الكريم

 

تغمرنا السماء اليوم ونحن نتنسم عبق هذا المكان المقدس بمشاعر الشكر والابتهاج مشاعر الحمد والترنيم لكل ما أعطانا الله من نعم وبركات خلال مائة وخمسين عاما من خدمة مدارس البطريركية اللاتينية في الأردن والذي تزامن مع احتفال العالم بعيد المعلم. ففي وسط عصر اتصف بالظلمة والجهل سطع نجم في روابي السلط الأبية يبشر ببداية عصر جديد، نجم تألق بتضحية وعطاء الكهنة المرسلين من البطريركية اللاتينية في القدس ليبدأوا مسيرة التأسيس التي انطلقت في عام 1869 ألف وثمانمئة وتسعة وستين، مسيرة بدأت من لا شيء وبأبسط الوسائل فقد كان الهدف إخراج المجتمع من ظلمة الجهل والأمية وترسيخ أخلاق وقيم البداوة العربية والإيمان المسيحي التي كانت موجودة في المجتمع آنذاك. وبالتعاون وبالشراكة التي قامت مع راهبات الوردية استطاعت المدارس أن تدخل تعليم الفتيات والذي كان في إطار المحرمات إلى حيز الوجود إلا أن عمل الراهبات كشريكات في حقل التعليم كان من شأنه تكسير هذه الحواجز و ضم الفتيات إلى مسيرة التعليم وليصبحن فيما بعد شريكات في العملية التربوية. فكل الشكر والتقدير لهذه الجمعية الرهبانية ولكل أفرادها على كل ما قدمن وما زلن لمدارسنا.

 

من السلط كانت الانطلاقة لتصل اليوم إلى خمس وعشرين مدرسة وثماني عشرة روضة كلها في خدمة الإنسان والإنسانية فلم تقف مدارسنا على رسالة التعليم بل كانت من أوائل من رعى النهضة الفنية إذ بها ولدت وتكونت أهم المسارح وأهم الأعمال المسرحية خاصة في مادبا. بالاضافة إلى أن المدارس كانت وستبقى بإذن الله واحات حب وفرح وعيش مشترك فالشراكة لخدمة الوطن جعلت من مدارسنا ورشة لصنع النشامى والنساء النشميات الذين يعرفون قيمة الوطن ومعنى الانتماء للأردن وللعرش الهاشمي وقد كانت هذه القاعدة الوطنية هي الأساس المتين لبناء أخوة وصداقة لا يقوى أحد على كسرها بين أطياف المجتمع الأردني من مسلمين ومسيحين وفي الوقت نفسه خلقت داخل مدارسنا أجواءً من الراحة والسلام لا تجد مثيلا لها بأي مؤسسة أخرى.

 

فأمام كل هذه النعم والعطايا نقف لنرفع الشكر لله أولاً مصدر كل خير سائلين المولى الكريم أن يمنح مدارسنا القدرة على المحافظة على عراقة ماضيها وتثبيت رسالتها لتجمع بين الأصالة والحداثة في أدائها وخدمتها للمجتمع الأردني. كما أقدم كل الشكر والتقدير لكل كوادرنا العاملة معنا شركاء الرسالة والعطاء فمسيرة المائة والخمسين عاما لم تكن لولا عطاؤهم وتضحياتهم فلمن سبقونا نطلب الراحة والغفران وللحاضرين معنا نطلب الصحة والعافية والتوفيق كي يبارك الرب جهودهم وتعبهم ويمنحهم المكافئة السماوية فمهما عملنا وقدمنا لن نوفيهم ولو جزءً بسيطاً من هذا العطاء وهذه التضحيات والتي أثمرت في هذه المسيرة. كما أقدم شكرا خاصا للجنة التي حضرت هذا الاحتفال بارك الله جهودكم وأتعابكم كما أشكر مركز سيدة السلام ممثلا بالأب شوقي بطريان والأخوات الراهبات والمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام ولكل من حضر وشاركنا فرحتنا اليوم واعلمكم بأن هذا الاحتفال هو الانطلاقة فقط وسيكون لنا وقفات أخرى للشكر والتكريم.

 

وفي النهاية لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر والعرفان لمعالي السيد رجائي المعشر نائب رئيس الوزاء الأكرم فحضوركم اليوم معنا ابهج قلوبنا وزاد احتفالنا ألقاً ورونقا أدام الله عليكم الصحة والعافية وأدامكم ذخرا لهذا الوطن الطيب وبشخصكم الكريم نشكر كل الجهود المقدمة من قبل وزارة التربية والتعليم ونسأل الله أن يديم الخير والسلام على هذا الوطن تحت قيادة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم.

 

حفظ الله الأردن وحفظ مليكه وشعبه.