موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
... وهكذا تمضي الاعياد الميلادية، ويقترب الزمن الميلادي من نهايته، وتهتم العائلة بانزال شجرة العيد، بعد أن كانت مصدرا للبهجة والعيد والسلام. تكون العائلة قبل العيد، مهتمة بالتركيب، للشجرة والاضواء والمغارة، ويكون الاطفال الاكثر شغفا وانتظارا... وهو حق من حقوق الطفل والعائلة والعالم، اعني الفرح. لذلك يكون التعب مفرحا، لأنه مليء بالحب والشكران والرغبة في احياء ايام العيد واستقبال الضيوف الذين سيشيدون، وبلا شك، وهم يتناولون حلوى العيد، بالشجرة وزينتها والفنون حولها. وبعد انتهاء العيد، ووسط امتحانات الطلاب، يكون انزال الشجرة و "ضب" اغراض الزينة متعبا أكثر من التركيب... ذلك ان العيد انتهى، وذلك ايضا أنّ في القلب قلقا كبيرا، هل سأتمكن من التعييد العام المقبل؟ هل سيكون بلدي بخير وعائلتي بخير واولادي بخير و"شغلي وراتبي بخير"؟ ولا أحد يستطيع أن يتكهن بالعام المقبل وأحواله ومشاريعه الناجحة أو المخفقة... وطبعا، هنالك من يتفاءلون بزيارة الكاهن الى البيوت في هذه الايام، لتكريسها بالماء المبارك، وهنالك من لا يقبلون ان ينزلوا الشجرة أصلا بدون ان ترش بالماء المبارك... لكنّ الحلم الكبير هو أن يكون العام الجديد خيرا على الاسرة الصغيرة وعلى الاسرة الكبيرة: الانسانية. المهم اذا هو أن نتفاءل خيرا بالعام، بالرغم من أخبار العالم، وبالاخص منطقتنا البائسة التي لم تعش أبدا ايام سلام وطمأنينة متواصلة... اقدم هذه الكلمات وفاء لروح الفتاة لارا العوابدة، التي وضعت شجرة العيد في بيتها وشاركت بالتزيين، لكنها رحلت في زمن المجيء الى ملكوت السماء، وقد رفض اهلها المؤمنون الصابرون ان يزيحوا الشجرة، لانّ من وضعتها باتت من سكان السماء... وشاركت سكانها بعيد الميلاد هناك لاول مرة: عيد ميلاد يسوع "المخلص" وعيد ميلادها هي في الحياة الابدية. كل سنة والجميع بخير